الحكم والنبوة. علم الدين على مذهب أهل السنة والجماعة. عقيدة المسلمين

قصة النبي يحيى بن زكريا عليه السلام

النبي يحيى بن زكريا عليه السلام نبي من أنبياء بني إسرائيل، من نسل يعقوب، وُلد قبل عيسى عليه السلام وكان ابن خالته، وقد أتاه الله النبوة والعلم في صغره، فكان تقيًا زاهدًا بعيدًا عن الترف، بارًا بوالديه، رحيمًا، عابدًا، لا يقرب المعاصي ولا الشهوات، ودعا قومه إلى عبادة الله والعمل بشريعة التوراة، وأوصاهم بخمس كلمات منها الصلاة والصدقة وذكر الله، وقد قُتل ظلمًا على يد الملك هيرودس بتحريض من امرأة فاجرة، فذُبح وهو في الصلاة وقدم رأسه في طبق، فانتقم الله له، ويُقال إن رأسه دُفن في المسجد الأموي بدمشق، وقد أثنى الله عليه في القرآن ووصفه بالبر والتقوى وخصّه بالسلام يوم وُلد ويوم يموت ويوم يُبعث حيًا.

النبوة والرسالة. الفرق بين الرسول والنبي

الرسول من البشر هو النبي الذي أوحي إليه بشرع يشتمل على حكم جديد لم يكن في شرع الرسول الذي قبله كسيدنا محمد وعيسى وموسى فإن هؤلاء كل واحد منهم أنزل عليه حكم جديد. وأما النبيّ غير الرسول فهو من أوحي إليه باتباع شرع الرسول الذي كان قبله وأمر بتبليغ ذلك، ولم يوحَ إليه بشرع جديد، فكل رسول نبي وليس كل نبي رسولاً.

قصة النبي زكريا عليه السلام

بعث الله تعالى زكريا عليه الصلاة والسلام رسولًا إلى بني إسرائيل، فقام عليه السلام يدعو قومه إلى دين الله الإسلام وعبادة الله وحده ويخوفهم عذابه في وقت اشتد فيه الفسق والفجور وانتشرت فيهم المفاسد والمنكرات، وتسلط فيه على الحكم ملوك فسقةٌ ظلمة جبابرة يعيثون في الأرض فسادًا ويفعلون الموبقات والجرائم ولا يراعون حرمة لنبيهم، وكان هؤلاء الملوك قد تسلطوا على الصالحين والأتقياء والأنبياء حتى سفكوا دماءهم، وكان أعظمهم فتكًا وإجرامًا الملك “هيرودس” حاكم فلسطين الذي أمر بقتل يحيى بن زكريا إرضاءً لرغبة عشيقته كما سيأتي في قصة يحيى بن زكريا عليهما السلام.

تفسير سُورَة القلم

﴿فلا تُطِعِ﴾ يا محمد وذلك أن رؤساء أهل مكة دعَوه إلى دينهم ﴿المُكَذِّبينَ﴾ الذين كذبوا بما أنزل الله عليك من الوحي وهذا نهي عن طواعيتهم في شيء مما كانوا يدعونه إليه من الكف عنهم ليكفّوا عنه ومن تعظيم ما كانوا يعبدونه من دون الله وغير ذلك. ﴿وَدُّوا﴾ أي تمنوا ﴿لوْ تُدْهِنُ﴾ أي تلين لهم ﴿فيُدهِنونَ﴾ أي يلينون لك، ومعنى الآية أنهم تمنوا أن تترك بعض ما أنت عليه مما لا يرضونه مصانعة لهم فيفعلوا مثل ذلك، ويتركوا بعض ما لا ترضى به فتلين لهم ويلينوا لك.